قصة قصيرة ... الدولاب

قالت: أريد شراء فستان جميل وعصري
قال: ليس هناك شئ أجمل من عينيك! كل الفساتين تصبح جميلة حين تلبسينها
تبسمت وقالت بصمت: لا أحد يفهمني، أنا متأكدة، كل الرجال أمثال بعض، يتبجحون تحررا ولا يقبلون به في الواقع، يقبعون في تناقضهم
فاجأها حين وقعت عيناه على فستان يبدو خلف واجهة زجاجية
مارأيك بذاك؟-
!تبسمت كعادتها وقالت: ما أجمله
هو لك أيتها الأجمل-
.عادت إلى البيت فرحة
أخذه من الدولاب وعلقه على زجاج النافذة. يسرق الفضوليون النظرات كلما مروا عبر الزقاق ويحملقون إلى الشرفة
تدخل غرفة النوم، تفتح الدولاب، تتعجب، تعود إلى الشرفة، تترقب. تجده يقرأ جريدته اليومية، تبدو لها صورة لغاندي، وفوقها عنوان عريض " أفتح نوافذي على كل رياح العالم، ولكن دون أن تقتلعني من جذوري"
تصيح مازحة: ماذا فعلت بفستاني أيها الأحمق؟ سيتسخ إن بقي هناك معلقا على واجهة الشرفة، لقد وضعته في الدولاب حتى يبقى نظيفا
قال مبتسما ودون أن ينظر إليها: لقد كان معلقا على الواجهة في المركز التجاري ولم يتسخ
قالت: فعلوا ذلك لأنهم كانوا يعرضونه للبيع، أما الآن، وقد أصبح ملكا لي، لا داعي لأن تعلقه على واجهة الشرفة، الدولاب يحافظ على الملابس ويقيها من أشعة الشمس التي قد تفسد ألوانها، إني أحب أشيائي الخاصة ولا أحب أن يشاطرني أحد ما أعشق
تبسم وقال بصمت: وأنا كذلك

Regresar al inicio